~~~~~~~~~~~~~~~~~~

اللهم ارحم أبي وصالح موتي المسلمين.اللهم دعوتك لأبي وأمي وأخواي أشرف وجاد وأم عمرو وجدتي وام محمد وأم عبد الله وموتي كل المؤمنين ولموتي من صدق بآمين من عبادك الصالحين أن تغفر لهم و ترحمهم وعافهم و اعف عنهم واكرم نزلهم ووسع مداخلهم واغسلهم بالماء و الثلج و البرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وابدلهم دار خير من دارهم و اهلا خير من اهلهم وادخلهم الجنة وأعذهم من عذاب القبر ومن عذاب النار وارفع اللهم درجاتهم وأعلي اللهم مقامهم وأغفر لهم آناء الليل وأطراف النهار آمين

اللهم والدعاء لأبي وأمي واخوتي:اشرف وحاد وجدتي وأختي والميتين علي التوبة والايمان في خلق كله

الخميس، 19 يناير 2017

مواقع أحكام الطلاق للعدة



دليل مواقع الطلاق للعدة.خلفيات
  1. معني الحق
  2. س وج
  3. 1.الطلاق من زاد المعاد والتعقيب
  4. لماذا فرض الله تعالي علي المؤمنين عدة الإحصاء؟
  5. المصحف وورد من أول سورة الزخرف إلي آخر سورة الناس
  6. 2.الطلاق من زاد المعاد والتعقيب *
  7. *من زاد العاد أكام النبي (ص) في الطلاق
  8. دليل مواقع الطلاق
  9. العدة في الصدر بعد نزول سورة الطلاق
  10. ايقونات روابط
  11. تفصيل أحكام سورة الطلاق المنزلة في العام 5 أو6 هـ
  12. لماذا فرض الله تعالي عدة الإجصاء وأخر الطلاق لما ب...
  13. الطلاق بين سورة البقرة وسورة الطلاق
  14. سورة الطلاق الجامعة المانعة
  15. جدول بعض فروق في أحكام الطلاق بين سورة البقرة وسور..
  16. *اذا الظرفية وقول الله تعالي(إذا طلقتم النساء فطلق...
  17. ^&^.تفسير سورة الطلاق للقرطبي وابن كثير والتعقيب
  18. روابط ترتيب نزول المصحف حسب زمان نزول سوره لتفيد ف...
  19. ^.تفسير سورة الطلاق للقرطبي وابن كثير والتعقيب
  20. *^مغزي قول الله تعالي(لا تدري لعل الله يُحْدِث ببع...
  21. مغزي قول الله تعالي(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُ...
  22. دليل مواقع الطلاق للعدة
  23. 14*اختلاف أساسي رصدهم القرطبي تحت كل اختلاف اختلاف...
  24. ..الجدول(الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلاق5هـ ...
  25. ^%^ ما هو مغزي:الآية(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ ي...
  26. مقدمة جدول فروق في أحكام الطلاق بين سورة البقرة وس..
  27. تحقيق روايات عبد الله بن عمر كلها +جدول فروق في أح...
  28. *الفرق في تشريعات الطلاق بين سورتي الطلاق(5هـ) وال...
  29. تحقيق روايات حديث عبد الله بن عمر كلها والفرق في ت...
  30. روابط مواقع الطلاق للعدة
  31. الروابط لكل مواقع الطلاق للعدة
  32. ملخص الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلاق5هـ النا...
  33. احكام ونظام الطلاق والعدة في الاسلام
  34. لماذا أراد الله أن يُنَزِّل القرآن منجما ومفرقا عل...
  35. قانون الحق ج1وج2
  36. قانون الحق ج1وج2
  37. الآيات المنسوخة والناسخة في أحكام الطلاق بين سورة ...
  38. مصحف الشمرلي كله
  39. ^&^تصاوير ناطقة بأحكام الطلاق من سورة البقرة إلي س...
  40. وورد/قواعد وملاحظات في أحكام الطلاق بين سورتي الطل...
  41. الطلاق للعدة وأحكامه الناسخة لما كان قبله
  42. كيف صار الأمر في سورة الطلاق وتحول من عدة التسريح ...
  43. ترتيب آيات الذكر الحكيم حسب نزولها تاريخيا وهو ةيف...
  44. **لمحات عن دراسة (إذا) الشرطية في القرآن الكريم من...
  45. لمحات عن دراسة (إذا) الشرطية في القرآن الكريم من د...
  46. تفسير سورة الطلاق للحافظ ابن كثير
  47. مدونة الطلاف للعدة * واحكام العدة للنساء
  48. المغزي من ألفاظ سورة الطلاق المستعملة في السورة
  49. الطلاق للعدة شريعة الله الباقية الي يوم القيامة
  50. نظام الطلاق في الاسلام هو الطلاق للعدة
  51. أول كتاب الطلاق للعدة
  52. *المغزي من ألفاظ سورة الطلاق في تشريعات الطلاق
  53. نظام الطلاق في الإسلام هو الطلاق للعدة في سورة الطلاق
  54. مصحف المدينة الازرق
  55. سورة الطلاق - سورة 65 - عدد آياتها 12
  56. نظام الطلاق في الاسلام هو الطلاق للعدة
  57. *الطلاق للعدة مفصل جدا*
  58. الطلاق للعدة مفصل جدا
  59. **عدم احتساب التطليقة الخاطئة
  60. تابع س وج حول مواضيع الطلاق*
  61. كيف لم يفهم الناس تنزيل التشريع في سورة البقرة برغ...
  62. اهدار الشرع للتطليقة الخاطئة وعدم الاعتداد بها *
  63. قول ابن حزم في الطلاق والتعقيب عليه**
  64. نسخ تقدم الطلاق علي العدة في أحكام الطلاق بسورة ال...
  65. مدونة القرآن آية آية
  66. أول كتاب الطلاق للعدة +جدول مقارنة أحكام الطلاق بي...
  67. حديث (دخل رجل الجنة في ذباب..) موقوف
  68. الطلاق للعدة مفصل جدا وزيادات مهمة بالصفحة
  69. ترجمة سورة الطلاق وتطبيقات الطلاق بين سورة الطلاق ...
  70. %4.الطلاق للعدة الشريعة المحكمة الباقية الي يوم ال...
  71. عدم احتساب التطليقة الخاطئة
  72. مصحف الشمرلي الملون **|*
  73. كتاب العقيقة من كتاب المحلي لابن حزم الاندلسي&
  74. كتاب العقيقة من كتاب المحلي لابن حزم الاندلسي */*/...
  75. /شروط وقوع واحتساب الطلاق
  76. لا تحتسب التطليقة الخاطئة كيف؟
  77. مواقع تنزيل خرافية &*$%@
  78. لا تحتسب التطليقة الخاطئة */*/---
  79. لا تحتسب التطليقة الخاطئة كيف؟ 2
  80. لا تحتسب التطليقة الخاطئة 3 عرض آخر
  81. معني السيئات من لسان العرب
  82. (T)جدول الفرق في تشريعات وأحكام الطلاق بين سورتي ا...
  83. TTالفرق في تشريعات الطلاق بين سورتي الطلاق(5هـ) وا...
  84. الآيات المنسوخة والناسخة في أحكام الطلاق بين سورة ...
  85. &^&أما آن لأمة الاسلام أن تنهي خلافاتها في قضية ال...
  86. &جدول فروق أحكام الطلاق بين سورة البقرة وسورة الطل...
  87. ^جدول فروق الأحكام في أمر الطلاق بين سورتي البقرة2...
  88. ^الآيات المنسوخة والناسخة في أحكام الطلاق بين سورة...
  89. الناسخ والمنسوخ من الآيات القرآنية ليس علي سبيل ال...
  90. الآيات المنسوخة والناسخة في أحكام الطلاق بين سورة ...
  91. كفوا عن الاختلاف في أحكام الطلاق فإنها ناصعة لا في...
  92. نماذج من اختلافات الفقهاء والمذاهب في أمر الطلاق
  93. تخريجات حديث ابن عمر في طلاق امرأته
  94. اللوحات التصويرية للطلاق للعدة وروابط الموضوعات
  95. علاج الأمراض المزمنة والسر في جهاز المناعة: مهم جد...
  96. *قواعد وملاحظات في أحكام الطلاق بين سورتي الطلاق و...
  97. 5جدول الفروق(وورد) في احكام الطلاق +تنبيهات لمعاني...
  98. روابط الطلاق للعدة
  99. الآيات المنسوخة والناسخة في أحكام الطلاق بين سورة ...
  100. &^الآيات المنسوخة والناسخة في أحكام الطلاق بين سور...
  101. الآيات المنسوخة والناسخة في أحكام الطلاق بين سورة ...
  102. T.جدول الفرق في تشريعات وأحكام الطلاق بين سورتي ال...
  103. مصحف الشمرلي الملون
  104. الخلع عرض مكبر
  105. الطلاق للعدة مفصل جداً- - DEVORSE TO EDDH
  106. الفرق في أحكام الطلاق المنزلة بين سورتي الطلاق(...
  107. الخلع منقحا ومصورا
  108. الخلع مصورا
  109. باب الخلع من صحيح البخاري
  110. الخلع وكيف الطلاق فيه
  111. الطلاق في السنن الكبري للنسائي محقق
  112. الطلاق للعدة هو الطلاق بعد انقضاء ثلاثة حيضات في ز...
  113. الدليل الدائم للمدونة
  114. دراسة عن موسوعة أطراف الحيث للشيخ سعيد بسيوني زغلو...
  115. devors --devors
  116. devors to al_eddah الطلاق للعدة =Divorce for ...
  117. devors to edah الطلاق للعدة
  118. الطلاق للعدة هو شريعة الله الباقية الي يوم القيامة...
  119. كتاب نقد المتن 1و2و3 من1 الي364
  120. 3.نقد المتن من 251 الي صفحة 364
  121. 2.نقد المتن من ص92 الي ص 250
  122. 1.نقد المتن وعلل المتون من ص 1 الي ص 90
  123. عدة المختلعة حيضة واحدة ؟
  124. ؟ما هو الخلع وما هي أحكامه وهل تحتسب تطليقة الخلع ...
  125. الطلاق للعدة شريعة الله للعالمين
  126. $الطلاق لا يكون إلا في منتهي العدة وما يتم غير ذلك...
  127. الطلاق للعدة رؤية صحيحة%%
  128. الطلاق للعدة مفصل جدا
  129. كتاب الطلاق للعدة عرض
  130. الطلاق للعدة وتحقيق متن حديث عبد الله ابن عمر
  131. 4.الطلاق للعدة رؤية صحيحة
  132. 3.كتاب الطلاق للنسائي***
  133. 2.كتاب الطلاق للنسائي**
  134. 1.كتاب الطلاق للحافظ النسائي*
  135. احكام الطلاق (كتاب الطلاق من السنن الكبري للنسائ...
  136. أحكام الطلاق قبل وبعد نزول سورة الطلاق في العام ال...
  137. 1.فروق في أحكام الطلاق بين سورة البقرة وسورة الطلا...
  138. قواعد وملاحظات 2.في أحكام الطلاق بين سورتي الطلاق ...
  139. الطلاق للعدة وأحكامه الناسخة لما كان قبله
  140. أحكام سورة الطلاق وورد.مجدول
  141. تحقيق روايات عبد الله بن عمروورد1مجدول
  142. وورد/قواعد وملاحظات في أحكام الطلاق بين سورتي الطل...
  143. وورد2.قواعد وملاحظات في أحكام الطلاق بين سورتي الط...
  144. أحكام سورة الطلاق (وورد)2
  145. قائمة فير مكتملة للمنسوخ من آيات القرآن الكريم وال...
  146. الناسخ والمنسوخ بين سورة الطلاق الناسخة وسورة البق...
  147. ذلك أمر الله أنزله إليكم ..يا الله؟!!
  148. سبب اختلاف الناس في أحكام الطلاق هو اعراضهم عن سور...
  149. *دليل مواقع الطلاق للعدة
  150. الجدول(الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلاق5هـ وس...
  151. قصة تنزيل أحكام الطلاق بين سورتي البقرة والطلاق(وو...
  152. إن هناك جانبا كبيرا من أحكام سورة الطلاق يعتمد في ...
  153. ^قصة تنزيل أحكام الطلاق بين سورتي البقرة والطلاق
  154. كتاب سلسلة الذهب أو السلسلة الذهبية لابن حجر الحاف...
  155. دليل مواقع محدودة لأحكام الطلاق
  156. الجن
  157. يأجوج ومأجوج نسل نيندرتالي
  158. احكام سورة الطلاق محولة الي صور من وورد
  159. الكتاب 4 و2 من سورة الطلاق
  160. *^*من أهم اسباب الاختلافات في أحكام الطلاق أهمال ع...
  161. جهاز المناعة والأمصال واللقاحات
  162. نماذج دون تعقيب من اختلافات الفرق في أجكام الطلاق ...
  163. الاختلافات في أحكام الطلاق بلغت الأفق
  164. بيان أن سورة النساء القصري(سورة الطلاق) قد نزلت بع...
  165. نماذج دون تعقيب من اختلافات الفرق في أجكام الطلاق ...
  166. المصحف 114 سورة في مدونة ترتيب آيات الذكر الحكيم ح...
  167. 14.اختلاف أساسي تحت كل اختلاف اختلافات فرعية كثيرة...
  168. *نماذج من خلافات الناس والمذاهب في أحكام الطلاق وا...
  169. ^إذا الشرطية في قوله تعالي(إذا طلقتم النساء فطلقوه...
  170. بـــر الوالدين وزيادة الرزق
  171. .ج2من الحصن الحصين للشوكاني_
  172. ج3 من كتاب .الحصن الحصين
  173. ج4 من كتاب عدة الصابرين للشوكاني 4
  174. ج5 عدة الصابرين للشوكاني
  175. ج6 عدة الصابرين للشوكاني الي 199
  176. .*ج6 الحصن الحصين 231
  177. ج6 عدة الصابرين للشوكاني الي 199
  178. ^**^ج6 الحصن الحصين 231
  179. دليل المدونة الدائم2
  180. دليل المدونة الدائم
  181. نسرين
  182. ^&^جدول فروق في أحكام الطلاق بين سورة البقرة وسورة...
  183. كيف يطلق الرجل زوجنه في شريعة الإسلام السمحة. وترت...
  184. تحقيقات روايات ابن عمر كلها وبيان الأصح منها والشا...
  185. مسار التشريع لأحكام الطلاق المنزلة بسورة الطلاق وم...
  186. دليل الطلاق من منظور سورة الطلاق
  187. *الأحاديث الصحيحة فى الطلاق وبيان عدم احتساب التطل...
  188. اسماء الله الحسني من موقع صح
  189. قواعد غائبة عن الناس في أحكام الطلاق
  190. أسباب انقطاع الطمث أو الحيض عند النساء
  191. الدين القيم
  192. كتاب الطلاق من البخاري وتحقيق الخلافات بين الرواه...
  193. معني الإحصاء من لغة العرب ومن آيات القرآن
  194. كتاب سلسلة الذهب لابن حجر العسقلاني
  195. الدليل علي أن حادثة طلاق فاطمة بنت قيس قد وقعت أثن...
  196. فاطمة بنت قيس وقصة طلاقها وبيان أنه كان علي قاعدة ...
  197. فاطمة بنت قيس وبيان موقع طلاقها من سورة البقرة وكي...
  198. ملخص تشريعات احكام الطلاق بين سورة البقرة وسورة ال...
  199. فهرست كتاب الطلاق من كتاب النسائي
  200. باب إحلال المطلقة ثلاثا والنكاح الذي يحلها به
  201. فقرات ذات صلة بموضوع: نكاح المحلل
  202. رفاعة بن سموأل القرظي وسهيمة امرأة رفاعة القرظي
  203. مدار حديث التيس المستعار علي مشرح بن هاعان أبي مصع...
  204. مصحف الشمرلي الملون
  205. الرحيق المختوم في سيرة نبي الله محمد صلي الله عليه...
  206. الرحيق المختوم في سيرة نبي الله محمد صلي الله عليه...
  207. مصحف الشمرلي الملون كله%
  208. ^^^الفرق في أحكام الطلاق المنزلة بين سورتي الطلاق(...
  209. روابط مدونات الطلاق للعدة
  210. سورة الطلاق الجامعة المانعة لأحكام الطلاق ومغزي قو...
  211. إذا كنت طلقت امرأتك فراجع طلاقك لها ودقق فيه !!+مع...
  212. الدلائل القاطعة علي نزول سورة الطلاق متراخية عن سو...
  213. تحقيق روايات عبد الله بن عمر في حادثة طلاقه لإمرأت...
  214. روايات حديث عبد الله بن عمر المضطربة وبيان صحة روا...
  215. .اضف موقعك لـ 150 محرك بحث
  216. اضف موقعك الي جوجل وبنج وياهو
  217. آية الطلاق للعدة بسورة الطلاق نسخت آية الطلاق بسور...
  218. ^ مغزي قول الله تعالي(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَ...
  219. ..موقع صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم
  220. موقع برامج مجانية
  221. موقع صح للبرامج
  222. إقامة الشهادة لله في الطلاق خاصة كيف هي؟
  223. قواعد الطلاق بين سورتي البقرة والطلاق**
  224. قواعد وملاحظات في أحكام الطلاق بين سورتي الطلاق(5ه...
  225. ^(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِ...
  226. النسخ وشروطه
  227. اذا الشرطية واستعمالاتها وورد
  228. ^^^تفسير سورة الطلاق للقرطبي والتعقيب عليها
  229. أحوال| اللام | في القرآن الكريم
  230. أحوال^ اللام^ في القرآن الكريم
  231. دراسة (اللام) في القرآن الكريم
  232. %%الجدول(الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلاق5هـ ...
  233. *^.أحوال إذا الشرطية غير الجازمة
  234. دراسة (إذا) الشرطية في القرآن الكريم
  235. .أثر تدرج نزول القرآن في أحكام الطلاق بين سورتي ال...
  236. .أثر تدرج نزول القرآن في أحكام الطلاق بين سورتي ال...
  237. دليل وصورة
  238. ^%الطلاق للعدة وأحكامه الناسخة لما كان قبله +معني ...
  239. */سورة الطلاق الجامعة المانعة لأحكام الطلاق إلي يو...
  240. كيف يطلق الرجل زوجته في شريعة الاسلام السمحة
  241. الدلائل القاطعة علي تنزيل سورة الطلاق5هـ بعد نزول ...
  242. الدليل المنمق لموقع علاج الأمراض المزمنة والسر في ...
  243. موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي
  244. ظاهرة تعرق القدمين والكفين وطرق العلاج
  245. العاصفة الاستوائية غابريل
  246. متي تنزلت سورة الط
  247. كِتَابُ الطَّلَاقِ وموسوعاته
  248. علاج الأمراض المزمنة والسر في جهاز المناعة؟!
  249. ***الجدول(الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلاق5هـ...
  250. ^#14اختلاف رصدهم القرطبي .....وورد*||*
  251. معني لفظة الرجعة في لسان العرب
  252. نظام الطلاق في الاسلام *
  253. 14 #اختلاف أساسي تحت كل اختلاف اختلافات فرعية كثير...
  254. ^%*^ 14اختلاف أساسي تحت كل اختلاف اختلافات فرعية ك...
  255. ^|^.المجموع كل كتاب (الطلاق ليس فيه خلاف ولا اختلا...
  256. ^^المجموع كل كتاب (الطلاق ليس في خلاف ولا اختلاف +...
  257. *صفحة5تحقيقات حديث ابن عمر(من صفحة 194 ألي 200ال...
  258. الفرق بين المـــــــوت والوفــــــــاة
  259. *صفحة4تحقيقات طرق حديث عبد الله بن عمر
  260. *صفحة3.احكام ةالطلاق لا خلاف فيها ولا اختلاف+تحقيق...
  261. *صفحة2.الطلاق لا خلاف ولا اختلاف
  262. الطلاق الشريعة المحكمة لا خلاف فيها ولا إختلاف +تح...
  263. روابط موسوعة التاريخ
  264. تاريخ نزول سورة الطلاق
  265. إذا الشرطية غير الجازمة
  266. الكناش في فني النحو والصرف
  267. ^دلائل وجود النسخ بين احكام الطلاق في سورة البقرة ...
  268. *الدلائل القاطعة علي وجود النسخ بين سورة البقرة وس...
  269. قصة تنزيل أحكام الطلاق بين سورة البقرة2هـ وسورة ال...
  270. الطلاق للعدة الشريعة الناسخة لمقابلها مما كان قبله...
  271. أحكام سورة الطلاق جميعها
  272. B.التدرج في القرآن وأثرة في التشريع الاسلامي
  273. A نزول القرآن الكريم
  274. نظرة خاصة علي صورة الطلاق المنزلة 5هـ
  275. إقامة الشهادة لله في الطلاق خاصة كيف هي؟
  276. قواعد الطلاق بين سورتي البقرة والطلاق**
  277. قواعد وملاحظات في أحكام الطلاق بين سورتي الطلاق(5ه...
  278. ^(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِ...
  279. النسخ وشروطه
  280. اذا الشرطية واستعمالاتها وورد
  281. ^^^تفسير سورة الطلاق للقرطبي والتعقيب عليها
  282. أحوال| اللام | في القرآن الكريم
  283. أحوال^ اللام^ في القرآن الكريم
  284. دراسة (اللام) في القرآن الكريم
  285. %%الجدول(الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلاق5هـ ...
  286. *^.أحوال إذا الشرطية غير الجازمة
  287. دراسة (إذا) الشرطية في القرآن الكريم
  288. .أثر تدرج نزول القرآن في أحكام الطلاق بين سورتي ال...
  289. .أثر تدرج نزول القرآن في أحكام الطلاق بين سورتي ال...
  290. دليل وصورة
  291. ^%الطلاق للعدة وأحكامه الناسخة لما كان قبله +معني ...
  292. */سورة الطلاق الجامعة المانعة لأحكام الطلاق إلي يو...
  293. كيف يطلق الرجل زوجته في شريعة الاسلام السمحة
  294. الدلائل القاطعة علي تنزيل سورة الطلاق5هـ بعد نزول ...
  295. الدليل المنمق لموقع علاج الأمراض المزمنة والسر في ...
  296. موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي
  297. ظاهرة تعرق القدمين والكفين وطرق العلاج
  298. العاصفة الاستوائية غابريل
  299. متي تنزلت سورة الط
  300. كِتَابُ الطَّلَاقِ وموسوعاته
  301. علاج الأمراض المزمنة والسر في جهاز المناعة؟!
  302. الجدول(الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلاق5هـ...
  303. اختلاف رصدهم القرطبي .....وورد
  304. معني لفظة الرجعة في لسان العرب
  305. نظام الطلاق في الاسلام *
  306. 14اختلاف أساسي تحت كل اختلاف اختلافات فرعية كثير...
  307. 14اختلاف أساسي تحت كل اختلاف اختلافات فرعية ك...
  308. المجموع كل كتاب (الطلاق ليس فيه خلاف ولا اختلا...
  309. المجموع كل كتاب (الطلاق ليس في خلاف ولا اختلاف +...
  310. *صفحة5تحقيقات حديث ابن عمر(من صفحة 194 ألي 200ال...
  311. الفرق بين المـــــــوت والوفــــــــاة
  312. *صفحة4تحقيقات طرق حديث عبد الله بن عمر
  313. *صفحة3.احكام ةالطلاق لا خلاف فيها ولا اختلاف+تحقيق...
  314. *صفحة2.الطلاق لا خلاف ولا اختلاف
  315. الطلاق الشريعة المحكمة لا خلاف فيها ولا إختلاف +تح...
  316. روابط موسوعة التاريخ
  317. تاريخ نزول سورة الطلاق
  318. إذا الشرطية غير الجازمة
  319. الكناش في فني النحو والصرف
  320. ^دلائل وجود النسخ بين احكام الطلاق في سورة البقرة ...
  321. *الدلائل القاطعة علي وجود النسخ بين سورة البقرة وس...
  322. قصة تنزيل أحكام الطلاق بين سورة البقرة2هـ وسورة ال...
  323. الطلاق للعدة الشريعة الناسخة لمقابلها مما كان قبله...
  324. أحكام سورة الطلاق جميعها
  325. B.التدرج في القرآن وأثرة في التشريع الاسلامي
  326. A نزول القرآن الكريم
  327. نظرة خاصة علي صورة الطلاق المنزلة 5هـ
  328. */*/*/ الجدول(الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلا...
  329. */* قواعد وملاحظات في أحكـــام الطلاق بين سورتي ال...
  330. الجدول(الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلاق5هـ وس...
  331. روابط مواقع الطلاق للعدة
  332. ما هي قصة أحكام الطلاق بين سورتي البقرة والطلاق؟ول...
  333. *الطلاق للعدة الشريعة الناسخة لمقابلها مما كان قبل...
  334. مصحف الشمرلي
  335. ....................
  336. لماذا قال الله تعالي(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ ...
  337. ...............
  338. ^%^قواعد وملاحظات في أحكام الطلاق
  339. **جدول فروق في أحكام الطلاق بين سورة البقرة وسورة ...
  340. saidلماذا قال الله تعالي(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّ...
  341. ^%^الكتاب4 من تفسير سورة الطلاق والتعقيب
  342. سورة الطلاق الجامعة المانعة لأحكام الطلاق إلي يوم ...
  343. كتاب جامع لطل مسائل الطلاق وروابطة
  344. قانون الحق الثابت بلا شك
  345. قانون الحق ج1وج2
  346. كتاب جامع لطل مسائل الطلاق وروابطة
  347. .الجزء الثالث من قانون الحق 3
  348. قــنون الحق الأول والثاني
  349. 1.الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلاق5هـ وسورة ا...
  350. ادلة ثبوت خبر تميم الداري المستيقنة
  351. سورة الطلاق الجامعة المانعة لأحكام الطلاق إلي يوم ...
  352. تحقيقات روايات ابن عمر كلها وبيان الأصح منها والشا...
  353. نماذج من حيود العلماء عن الحق في فتاواهم الفقهية ل...
  354. ^عرض آخر لسورة الطلاق الجامعة المانعة وفرض عدة ...
  355. ^.^سورة الطلاق الجامعة المانعة لأحكام الطلاق إلي ي...
  356. دليل مواقع الطلاق للعدة
  357. تحقيقات روايات ابن عمر كلها وبيان الأصح منها والشا...
  358. كيف يطلق الرجل زوجنه في شريعة الإسلام السمحة. و...
  359. كيف يطلق الرجل زوجنه في شريعة الإسلام السمحة. وترت...
  360. *آية الطلاق للعدة بسورة الطلاق نسخت آية الطلاق بسو...
  361. الفرق بين التسريح والتفريق بين سوتي البقرة والطلاق...
  362. مدار حديث التيس المستعار علي مشرح بن هاعان أبي مصع...
  363. مرض الحمي الشوكية عند الأطفال
  364. جدول الفروق بين تشريعات الطلاق في سورة الطلاق و...
  365. مواضع موضوعات موسوعة النابولسي
  366. بيان نسخ خطاب أحكام الطلاق بسورة البقرة بأحكام الط...
  367. امثلة من اختلافات المسلمين في أحكام الطلاق بسبب اغ...
  368. سورة الطلاق
  369. ^.سورة الطلاق الجامعة المانعة لأحكام الطلاق إلي يو...
  370. نماذج لاعراض علماء المسلمين عن غير عمدٍ عما نبه ال...
  371. تبديل العدة الي موضع الطلاق والطلاق الي موضع العدة...
  372. ^&^ ماذا يفعل الندم علي طلاق الزوجة وضياع الاولاد
  373. دليل مواقع الطلاق للعدة
  374. لا ينفع الندم
  375. تحقيق روايات حديث عبد الله ابن عمر في طلاق امرأته
  376. سورة البقرة مجدولة مع تنقيحات وزيادات
  377. سورة الطلاق مجدولة مع تنقيحات وزيادات**
  378. تحقيق امتناع تطليق المرأة الحامل وبطلانه إذا حدث إ...
  379. تحقيق امتناع تطليق المرأة الحامل وبطلانه إذا حدث إ...
  380. أحكام سورة الطلاق مجدولة
  381. دليل مدونة المصحف مكتوب بصيفة وورد
  382. &الطلاق للعدة -وورد نسخة ثانية&
  383. ^الطلاق للعدة -وورد نسخة ثانية ^
  384. الطلاق للعدة -وورد
  385. متلازمة ستيفنس جونسون
  386. جدول فروق في أحكام الطلاق بين سورة البقرة وسورة ال...
  387. دليل مواقع الطلاق للعدة
  388. (^%^)جدول فروق في أحكام الطلاق بين سورة البقرة وسو...
  389. الجدول(الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلاق5هـ وس...
  390. مــــــا هي؟الجدول(الفرق بين أحكام الطلاق في سورة ...
  391. لام البعد والغاية
  392. كان تشريع الطلاق في سورة البقرة هو:طلاق ثم عدة فتب...
  393. الحضانة:
  394. الرجعة في كتب الفقه
  395. فاطمة بنت قيس وقصة طلاقها وبيان أنه كان علي قاعدة ...
  396. لام الغاية
  397. الطلاق في كتب الفقه والأخطاء القاتلة التي حشيت به ...
  398. رسم تبيني يوضح تشريعات الطلاق حين كانت أحكامه سائد...
  399. راجع نفسك إذا كنت قد طلقت زوجتك فلربما لم تطلقها و...
  400. هل طلقت امرأتك؟قد تكون ظننت ولم تطلق فعلا!! أقر أ ...
  401. قانون الحق وهزل العباد في حق الله الواحد الجبار
  402. %2تجميع س وج حول مسائل الطلاق للعدة
  403. %1تجميع س وج حول مسائل الطلاق للعدة/*
  404. فوائد في تخريج حديث " دخل رجل النار في ذباب "
  405. أفضل المواقع لتحميل برامج الكمبيوتر المجانية والكا...
  406. مواقع تحميلات




الخميس، 13 أكتوبر 2016

رياض الصالحين:فضل الحب في اللَّه والحث عليه وعلامات حب الله تعالى والتحذير من ايذاء الصالحين واجراء احكام الناس على الظاهر والخوف والرجاء وفضل الرجاء والجمع بين الخوف والرجاء

باب فضل الحب في اللَّه والحث عليه وعلامات حب الله تعالى باب التحذير من ايذاء الصالحين واجراء احكام الناس على الظاهر باب الخوف وباب الرجاء وفضل الرجاء والجمع بين الخوف والرجاء

*2* 46 - باب فضل الحب في اللَّه والحث عليه وإعلام الرجل من يحبه وماذا يقول له إذا أعلمه

@قال اللَّه تعالى (الفتح 29): {محمد رَسُول اللَّهِ، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} إلى آخر السورة.

وقال تعالى (الحشر 9): {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم}.

375 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <ثلاث من كن فيه وجد

بهن حلاوة الإيمان: أن يكون اللَّه ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه اللَّه منه كما يكره أن يقذف في النار> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

376 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في اللَّه اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات حسن

وجمال فقال إني أخاف اللَّه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر اللَّه خالياً ففاضت عيناه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

377 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إن اللَّه تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

378 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

379 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد اللَّه على مدرجته ملكاً> وذكر الحديث إلى قوله <إن اللَّه قد أحبك كما أحببته فيه> رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وقد سبق في الباب قبله (انظر الحديث رقم 360) .

380 - وعن البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال في الأنصار <لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه اللَّه، ومن أبغضهم أبغضه اللَّه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

381 - وعن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء> رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح.

382 - وعن أبي إدريس الخولاني رحمه اللَّه قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتىً براق الثنايا وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت: والله إني لأحبك لله! فقال: آلله؟ فقلت: ألله. فقال: آلله؟ فقلت: ألله. فأخذ بخبوة ردائي فجبذني إليه فقال أبشر فإني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <قال اللَّه تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في> حديث صحيح رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيح.

قوله: <هجرت> : أي بكرت وهو بتشديد الجيم قوله: <آلله فقلت: ألله> الأول بهمزة ممدودة للاستفهام، والثاني بلا مد.

383 - وعن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح.

384 - وعن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أخذ بيده وقال: <يا معاذ والله إني لأحبك، ثم أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك> حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.

385 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً كان عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فمر رجل فقال: يا رَسُول اللَّهِ إني لأحب هذا. فقال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أأعلمته؟> قال: لا. قال: <أعلمه> فلحقه فقال: إني أحبك في اللَّه. فقال: أحبك الذي أحببتني له. رواه أبو داود بإسناد صحيح.

*2* 47 - باب علامات حب اللَّه تعالى للعبد والحث على التخلق بها والسعي في تحصيلها

@قال اللَّه تعالى (آل عمران 31): {قل إن كنتم تحبون اللَّه فاتبعوني يحببكم اللَّه، ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم}.

وقال تعالى (المائدة 54): {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اللَّه بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل اللَّه، ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم}.

386 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إن اللَّه تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما يتقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

معنى <آذنته> : أعلمته بأني محارب له.

وقوله <استعاذني> روي بالباء وروي بالنون.

387 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إذا أحب اللَّه تعالى العبد نادى جبريل إن اللَّه يحب فلاناً فأحبوه. فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية لمسلم قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إن اللَّه تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحبه. فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن اللَّه يحب فلاناً فأحبوه. فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه. فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء: إن اللَّه يبغض فلاناً فأبغضوه. فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في الأرض> .

388 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بعث رجلاً على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم ب{قل هو اللَّه أحد} فلما رجعوا ذكروا ذلك لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: <سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟> فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أخبروه أن اللَّه تعالى يحبه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

*2* 48 - باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين

@قال اللَّه تعالى (الأحزاب 58): {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}.

وقال تعالى (الضحى 9، 10): {فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر}.

وأما الأحاديث فكثيرة منها حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في الباب قبل هذا (انظر الحديث رقم 385) <من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب> ومنها حديث سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ السابق (انظر الحديث رقم 260) في باب ملاطفة اليتيم، وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم <يا أبا بكر لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك> (انظر الحديث رقم 261) .

389 - وعن جندب بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة اللَّه فلا يطلبنكم اللَّه من ذمته بشيء؛ فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

*2* 49 - باب إجراء أحكام الناس على الظاهر وسرائرهم إلى اللَّه تعالى

@قال اللَّه تعالى (التوبة 5): {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}.

390 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهماُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رَسُول اللَّهِ، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام، وحسابهم على اللَّه تعالى> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

391 - وعن أبي عبد اللَّه طارق بن أشيم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <من قال لا إله إلا اللَّه وكفر بما يعبد من دون اللَّه، حرم ماله ودمه وحسابه على اللَّه> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

392 - وعن أبي معبد المقداد بن الأسود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قلت لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أرأيت إن لقيت رجلاً من الكفار فاقتتلنا فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال أسلمت لله أأقتله يا رَسُول اللَّهِ بعد أن قالها؟ فقال: <لا تقتله> فقلت: يا رَسُول اللَّهِ قطع إحدى يدي ثم قال ذلك بعد ما قطعها؟ فقال: <لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ومعنى <إنه بمنزلتك> : أي معصوم الدم محكوم بإسلامه.

ومعنى <إنك بمنزلته> : أي مباح الدم بالقصاص لورثته لا أنه بمنزلته في الكفر، والله أعلم.

393 - وعن أسامة بن زيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم على مياههم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا اللَّه. فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته. فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال لي: <يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا اللَّه؟> قلت: يا رَسُول اللَّهِ إنما كان متعوذاً. فقال: <أقتلته بعد ما قال لا إله إلا اللَّه؟> فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية: فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أقال لا إله إلا اللَّه وقتلته؟> قلت: يا رَسُول اللَّهِ إنما قالها خوفاً من السلاح. قال: <أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟!> فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ.

<الحرقة> بضم الحاء المهملة وفتح الراء: بطن من جهينة القبيلة المعروفة.

وقوله <متعوذاً> : أي معتصماً بها من القتل لا معتقداً لها.

394 - وعن جندب بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بعث بعثاً من المسلمين إلى قوم من المشركين، وأنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله، وأن رجلاً من المسلمين قصد غفلته وكنا نتحدث أنه أسامة بن زيد، فلما رفع السيف قال: لا إله إلا اللَّه. فقتله، فجاء البشير إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فسأله وأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله فقال: <لم قتلته؟> فقال: يا رَسُول اللَّهِ أوجع في المسلمين وقتل فلاناً وفلاناً وسمى له نفراً، وإني حملت عليه فلما رأى السيف قال: لا إله إلا اللَّه، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أقتلته؟!> قال: نعم. قال: <فكيف تصنع بلا إله إلا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟> قال: يا رَسُول اللَّهِ استغفر لي. قال: <وكيف تصنع بلا إله إلا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟> فجعل لا يزيد على أن يقول: <كيف تصنع بلا إله إلا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

395 - وعن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول: إن ناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس لنا من سريرته شيء، اللَّه يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

*2* 50 - باب الخوف

@قال اللَّه تعالى (البقرة 40): {وإياي فارهبون}.

وقال تعالى (البروج 12): {إن بطش ربك لشديد}.

وقال تعالى (هود 102 - 106): {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد،

إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة، ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود، وما نؤخره إلا لأجل معدود، يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه، فمنهم شقي وسعيد. فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق}.

وقال تعالى (آل عمران 28): {ويحذركم اللَّه نفسه}.

وقال تعالى (عبس 34 - 37): {يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه}.

وقال تعالى (الحج 1، 2): {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب اللَّه شديد}.

وقال تعالى (الرحمن 46): {ولمن خاف مقام ربه جنتان} الآيات.

وقال تعالى (الطور 25 - 28): {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قالوا: إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين، فمن اللَّه علينا ووقانا عذاب السموم، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم} والآيات في الباب كثيرة جداً معلومات، والغرض الإشارة إلى بعضها وقد حصل.

وأما الأحاديث فكثيرة جداً فنذكر منها طرفاً، وبالله التوفيق:

396 - عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال حدثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو الصادق المصدوق: <إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله وعمله، وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

397 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

398 - وعن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه، ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهونهم عذاباً> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

399 - وعن سمرة بن جندب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

<الحجزة> : معقد الإزار تحت السرة.

و <الترقوة> بفتح الراء وضم القاف: هي العظم الذي عند ثغرة النحر. وللإنسان ترقوتان في

جانبي النحر.

400 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

<الرشح> : العرق.

401 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال خطب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خطبة ما سمعت مثلها قط! فقال: <لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً> فغطى أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وجوههم ولهم خنين. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية: بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن أصحابه شيء فخطب فقال: <عرضت علي الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً> فما أتى على أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم أشد منه، غطوا رؤوسهم ولهم خنين.

<الخنين> بالخاء المعجمة: هو البكاء مع غنة وانتشاق الصوت من الأنف.

402 - وعن المقداد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل (قال سليم بن عامر الراوي عن المقداد: فوالله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين) فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق. فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه،

ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً> وأشار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بيده إلى فيه. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

403 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ومعنى <يذهب في الأرض> : ينزل ويغوص.

404 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إذ سمع وجبةً فقال: <هل تدرون ما هذا؟> قلنا اللَّه ورسوله أعلم. قال: <هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفاً فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها فسمعتم وجبتها> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

405 - وعن عدي بن حاتم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه؛ فاتقوا النار ولو بشق تمرة> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

406 - وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إني أرى ما لا ترون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله تعالى، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى اللَّه تعالى> رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.

و <أطت> بفتح الهمزة وتشديد الطاء، و <تئط> بفتح التاء وبعدها همزة مكسورة

<الأطيط> : صوت الرحل والقتب وشبههما. ومعناه: أن كثرة من في السماء من الملائكة العابدين قد أثقلتها حتى أطت.

و <الصعدات> بضم الصاد والعين: الطرقات.

ومعنى <تجأرون> تستغيثون.

407 - وعن أبي برزة - براء ثم زاي - نضلة بن عبيد الأسلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه> رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.

408 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قرأ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم {يومئذ تحدث أخبارها} (الزلزلة 4) ثم قال: <أتدرون ما أخبارها؟> قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: <فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا؛ فهذه أخبارها> رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.

409 - وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ> فكأن ذلك ثقل على أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال لهم: <قولوا حسبنا اللَّه ونعم الوكيل> رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.

<القرن> : هو الصور الذي قال اللَّه تعالى (الزمر 68): {ونفخ في الصور} كذا فسره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

410 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة اللَّه غالية، ألا إن سلعة اللَّه الجنة> رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.

<أدلج> بإسكان الدال ومعناه: سار من أول الليل. والمراد: التشمير في الطاعة، والله أعلم.

411 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <يحشر الناس يوم القيامة حفاةً، عراةً، غرلاً> قلت: يا رَسُول اللَّهِ الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: <يا عائشة الأمر أشد من أن يهمهم ذلك> وفي رواية: <الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

<غرلاً> بضم الغين المعجمة: أي غير مختونين.

*2* 51 - باب الرجاء

@قال اللَّه تعالى (الزمر 53): {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللَّه إن اللَّه يغف الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم}.

وقال تعالى (سبأ 17): {وهل نجازي إلا الكفور}.

وقال تعالى (طه 48): {إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى}.

وقال تعالى (الأعراف 156): {ورحمتي وسعت كل شيء}.

412 - وعن عبادة بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <من شهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد اللَّه ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة والنار حق، أدخله اللَّه الجنة على ما كان من العمل> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

وفي رواية لمسلم: <من شهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رَسُول اللَّهِ حرم اللَّه عليه النار> .

413 - وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <يقول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها أو أغفر، ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرةً> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

معنى الحديث: من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي وإن زاد زدت، فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولةً: أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود.

و <قراب الأرض> بضم القاف ويقال بكسرها والضم أصح وأشهر ومعناه: ما يقارب ملأها، والله أعلم.

414 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال جاء أعرابي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: يا رَسُول اللَّهِ ما الموجبتان؟ قال: <من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك به شيئاً دخل النار> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

415 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ومعاذ رديفه على الرحل قال: <يا معاذ> قال: لبيك رَسُول اللَّهِ وسعديك. قال: <يا معاذ> قال: لبيك رَسُول اللَّهِ وسعديك. قال: <يا معاذ> قال: لبيك رَسُول اللَّهِ وسعديك، ثلاثاً. قال: <ما من عبد يشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه اللَّه على النار> قال: يا رَسُول اللَّهِ أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: <إذاً يتكلوا> فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

قوله <تأثماً> : أي خوفاً من الإثم في كتم هذا العلم.

416 - وعن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (شك الراوي ولا يضر الشك في عين الصحابي لأنهم كلهم عدول) قال: لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <افعلوا> فجاء عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ فقال: يا رَسُول اللَّهِ إن فعلت قل الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم ثم ادع اللَّه لهم عليها بالبركة لعل اللَّه أن يجعل في ذلك البركة. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <نعم> فدعا بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم، فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، ويجيء الآخر بكف تمر، ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، فدعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بالبركة ثم قال: <خذوا في أوعيتكم> فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملئوه وأكلوا حتى شبعوا وفضل فضلة. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأني رَسُول اللَّهِ لا يلقى اللَّه بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

417 - وعن عتبان بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ وهو ممن شهد بدراً قال: كنت أصلي لقومي بني سالم، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم، فجئت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقلت له: إني أنكرت بصري وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه، فوددت أنك تأتي فتصلي في بيتي مكاناً أتخذه مصلىً. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <سأفعل> فغدا علي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وأبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ بعد ما اشتد النهار، واستأذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: <أين تحب أن أصلي من بيتك؟> فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه، فقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم، فحبسته على خزيرة تصنع له، فسمع أهل الدار أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم في بيتي فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت. فقال رجل: ما فعل مالك لا أراه! فقال رجل: ذلك منافق لا يحب اللَّه ورسوله. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <لا تقل ذلك! ألا تراه قال لا إله إلا اللَّه يبتغي بذلك وجه اللَّه تعالى> فقال: اللَّه ورسوله أعلم أما نحن فوالله لا نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين! فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <فإن اللَّه قد حرم على النار من قال لا إله إلا اللَّه يبتغي بذلك وجه اللَّه> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

و <عتبان> بكسر العين المهملة وإسكان التاء المثناة فوق وبعدها باء موحدة

و <الخزيرة> بالخاء المعجمة، والزاي: هي دقيق يطبخ بشحم.

وقوله: <ثاب رجال> : بالثاء المثلثة أي جاءوا واجتمعوا.

418 - وعن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟> قلنا: لا والله. فقال: <لله أرحم بعباده من هذه بولدها> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

419 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <لما خلق اللَّه الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي، وفي رواية: غلبت غضبي، وفي رواية: سبقت غضبي> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

420 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: <جعل اللَّه الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه> وفي رواية: <إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر اللَّه تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

ورواه مسلم أيضاً من رواية سلمان الفارسي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <إن لله تعالى مائة رحمة، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق بينهم، وتسع وتسعون ليوم القيامة>

وفي رواية <إن اللَّه تعالى خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء إلى الأرض فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة> .

421 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فيما يحكي عن ربه تعالى قال: <أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال اللَّه تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

وقوله تعالى: <فليفعل ما شاء> : أي ما دام يفعل هكذا يذنب ويتوب أغفر له فإن التوبة تهدم ما قبلها.

422 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب اللَّه بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون اللَّه تعالى فيغفر لهم> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

423 - وعن أبي أيوب خالد بن يزيد، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: <لولا أنكم تذنبون لخلق اللَّه خلقاً يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

424 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنا قعوداً مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم معنا أبو بكر وعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما في نفر فقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم من بين أظهرنا فأبطأ علينا، وخشينا أن يقتطع دوننا ففزعنا فقمنا، فكنت أول من فزع فخرجت أبتغي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم حتى أتيت حائطاً للأنصار - وذكر الحديث بطوله إلى قوله فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <اذهب فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا اللَّه مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

425 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهماُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم تلا قول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ في إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: {رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني} الآية (إبراهيم 36) ، وقال عيسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} (المائدة 118) فرفع يديه وقال: <اللهم أمتي أمتي> وبكى. فقال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: <يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيه؟> فأتاه جبريل فأخبره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بما قال وهو أعلم. فقال اللَّه تعالى: <يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

426 - وعن معاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنت ردف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم على حمار فقال: <يا معاذ هل تدري ما حق اللَّه على عباده وما حق العباد على اللَّه؟> قلت: اللَّه ورسوله أعلم. قال: <فإن حق اللَّه على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على اللَّه أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً> فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أفلا أبشر الناس؟ قال: <لا تبشرهم فيتكلوا> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

427 - وعن البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: <المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رَسُول اللَّهِ فذلك قوله تعالى: {يثبت اللَّه الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}[إبراهيم: 27]. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

428 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: <إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا. وأما المؤمن فإن اللَّه تعالى يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته> وفي رواية: <إن اللَّه لا يظلم مؤمناً حسنة؛ يعطى بها في الدنيا، ويجزي بها في الآخرة. وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل لله تعالى في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

429 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

<الغمر> : الكثير.

430 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: <ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم اللَّه فيه> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

431 - وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم في قبة نحواً من أربعين فقال: <أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟> قلنا: نعم. قال: <أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟> قلنا: نعم. قال: <والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة. وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

432 - وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <إذا كان يوم القيامة دفع اللَّه إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا فكاكك من النار>

وفي رواية عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: <يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها اللَّه لهم> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

قوله <دفع اللَّه إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا فكاكك من النار> معناه ما جاء في حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: <لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار. فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لأنه مستحق لذلك بكفره>

ومعنى <فكاكك> : أنك كنت معرضاً لدخول النار هذا فكاكك؛ لأن اللَّه تعالى قدر للنار عدداً يملؤها فإذا دخلها الكفار بذنوبهم وكفرهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين، والله أعلم.

433 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: <يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقرره بذنوبه فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: رب أعرف. قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم. فيعطى صحيفة حسناته> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

<كنفه> : ستره ورحمته.

434 - وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صَلَّى اللَّهُ

عَلَيهِ وَسَلَّم فأخبره فأنزل اللَّه تعالى (هود 114): {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} فقال الرجل: ألي هذا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: <لجميع أمتي كلهم> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

435 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: يا رَسُول اللَّهِ أصبت حداً فأقمه علي. وحضرت الصلاة فصلى مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، فلما قضى الصلاة قال: يا رَسُول اللَّهِ إني أصبت حداً فأقم في كتاب اللَّه. قال: <هل حضرت معنا الصلاة؟> قال: نعم. قال: <قد غفر لك> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

وقوله <أصبت حداً> معناه: معصية توجب التعزير، وليس المراد الحد الشرعي الحقيقي كحد الزنا والخمر وغيرهما فإن هذه الحدود لا تسقط بالصلاة، ولا يجوز للإمام تركها.

436 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <إن اللَّه ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

<الأكلة> : بفتح الهمزة وهي المرة الواحدة من الأكل كالغدوة والعشوة، والله أعلم.

437 - وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: <إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

438 - وعن أبي نجيح عمرو بن عبسة - بفتح العين والباء - السلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخباراً، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه، فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مستخفياً، جرآء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له: ما أنت؟ قال: <أنا نبي> فقلت: وما نبي؟ قال: <أرسلني اللَّه> فقلت: بأي شيء أرسلك؟ قال: <أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان وأن يوحد اللَّه لا يشرك به شيء> قلت: فمن معك على هذا؟ قال: <حر وعبد> ومعه يومئذ أبو بكر وبلال رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما فقلت: إني متبعك. قال: <إنك لن تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني> قال: فذهبت إلى أهلي وقدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم المدينة وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة حتى قدم نفر من أهل المدينة فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سِرَاعٌ، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك. فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أتعرفني؟ قال: <نعم أنت الذي لقيتني بمكة> قال فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أخبرني عما علمك اللَّه وأجهله، أخبرني عن الصلاة؟

قال: <صل صلاة الصبح ثم اقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع؛ فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ثم اقصر عن الصلاة فإنه حينئذ تُسْجَرُ جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم اقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس؛ فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار> قال فقلت: يا نبي اللَّه فالوضوء حدثني عنه؟ فقال: <ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره اللَّه إلا خرت خطايا يديه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى فحمد اللَّه وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه>

فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟ فقال عمرو: يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على اللَّه تعالى ولا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، لو لم أسمعه من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً (حتى عد سبع مرات) ما حدثت به أبداً، ولكني سمعته أكثر من ذلك. رَوَاهُ مُسلِمٌ.

قوله <جرآء عليه قومه> : هو بجيم مضمومة وبالمد على وزن علماء، أي جاسرون مستطيلون غير هائبين. هذه الرواية المشهورة ورواه الحميدي وغيره <حِراء عليه> بكسر الحاء المهملة، وقال: معناه: غضاب ذوو غم وهم قد عيل صبرهم به حتى أثر في أجسامهم؛ من قولهم: حرى جسمه يحرى إذا نقص من ألم أو غم ونحوه. والصحيح أنه بالجيم.

قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم < بين قرني شيطان> : أي ناحيتي رأسه. والمراد التمثيل. معناه: أنه حينئذ يتحرك الشيطان وشيعته ويتسلطون.

وقوله: <يقرب وضوءه> معناه: يحضر الماء الذي يتوضأ به.

وقوله <إلا خرت خطايا> هو بالخاء المعجمة: أي سقطت. ورواه بعضهم <جرت> بالجيم. والصحيح بالخاء. وهو رواية الجمهور.

وقوله <فينتثر> : أي يستخرج ما في أنفه من أذى. والنثرة: طرف الأنف.

439 - وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: <إذا أراد اللَّه رحمة أمة قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطاً وسلفاً بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلاكها حين كذبوه وعصوا أمره> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

*2* 52 - باب فضل الرجاء

@قال اللَّه تعالى إخباراً عن العبد الصالح (غافر 44، 45): {وأفوض أمري إلى اللَّه إن اللَّه بصير بالعباد، فوقاه اللَّه سيئات ما مكروا}.

440 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أنه قال: <قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني، والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلى ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وهذا لفظ إحدى روايات مسلم.

وتقدم شرحه في الباب قبله (انظر الحديث رقم 412) . وروي في الصحيحين: <وأنا معه حين يذكرني> بالنون وفي هذه الرواية <حيث> بالثاء وكلاهما صحيح.

441 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قبل موته بثلاثة أيام يقول: <لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عَزَّ وَجَلَّ> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

442 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: <قال اللَّه تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة> رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

<عنان السماء> بفتح العين قيل هو: ما عن لك منها: أي ظهر إذا رفعت رأسك. وقيل هو: السحاب.

و <قراب الأرض> بضم القاف، وقيل بكسرها، والضم أصح وأشهر هو: ما يقارب ملأها، والله أعلم.

*2* 53 - باب الجمع بين الخوف والرجاء

@اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفاً راجياً، ويكون خوفه ورجاؤه سواء، وفي حال المرض يُمَحِّضُ الرجاء. وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك متظاهرة على ذلك.

@قال اللَّه تعالى (الأعراف 99): {فلا يأمن مكر اللَّه إلا القوم الخاسرون}.

وقال تعالى (يوسف 87): {إنه لا ييأس من روح اللَّه إلا القوم الكافرون}.

وقال تعالى (آل عمران 106): {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}.

وقال تعالى (الأعراف 167): {إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم}.

وقال تعالى (الانفطار 13، 14): {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم}.

وقال تعالى (القارعة 6 - 9): {فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية}. والآيات في هذا المعنى كثيرة. فيجتمع الخوف والرجاء في آيتين مقترنتين أو آيات أو آية.

443 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: <لو يعلم المؤمن ما عند اللَّه من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند اللَّه من الرحمة ما قنط من جنته أحد> رَوَاهُ مُسلِمٌ.

444 - وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: <إذا وضعت الجنازة واحتملها الناس أو الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها! أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه صعق> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

445 - وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

من رياض الصالخين:تحريم العقوق وقطيعة الرحم وفضل بر أصدقاء الأب والأم باب إكرام أهل بيت رسول الله باب توقير العلماء باب زيارة أهل الخير

باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم وفضل بر أصدقاء الأب والأم باب إكرام أهل بيت رسول الله باب توقير العلماء باب زيارة أهل الخير

*2* 41 - باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم

@قال اللَّه تعالى (محمد 22، 23): {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض، وتقطعوا أرحامكم؛ أولئك الذين لعنهم اللَّه، فأصمهم وأعمى أبصارهم}.

وقال تعالى (الرعد 25): {والذين ينقضون عهد اللَّه من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر اللَّه به أن يوصل، ويفسدون في الأرض، أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار}.

وقال تعالى (الإسراء 23، 24): {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما، وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}.

336 - وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟> ثلاثاً. قلنا: بلى يا رَسُول اللَّهِ قال: <الإشراك بالله، وعقوق الوالدين> وكان متكئاً فجلس فقال: <ألا وقول الزور، وشهادة الزور!> فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

337 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

و <اليمين الغموس> : التي يحلفها كاذباً عامداً. سميت غموساً لأنها تغمس الحالف في الإثم.

338 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من الكبائر شتم الرجل والديه!> قالوا: يا رَسُول اللَّهِ وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: <نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية: <إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه!> قيل: يا رَسُول اللَّهِ كيف يلعن الرجل والديه؟! قال: <يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه> .

339 - وعن أبي محمد جبير بن مطعم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا يدخل الجنة قاطع> قال سفيان في روايته: يعني قاطع رحم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

340 - وعن أبي عيسى المغيرة بن شعبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن اللَّه تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعاً وهات، ووأد البنات. وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

قوله <منعاً> معناه: منع ما وجب عليه.

و <هات> : طلب ما ليس له.

و <وأد البنات> معناه: دفنهن في الحياة.

و <قيل وقال> معناه: الحديث بكل ما يسمعه. فيقول: قيل كذا، وقال فلان كذا مما لا يعلم صحته ولا يظنها، وكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع.

و <إضاعة المال> : تبذيره وصرفه في غير الوجوه المأذون فيها من مقاصد الآخرة والدنيا، وترك حفظه مع إمكان الحفظ.

و <كثرة السؤال> : الإلحاح فيما لا حاجة إليه.

وفي الباب أحاديث سبقت في الباب قبله كحديث: <وأقطع من قطعك> (انظر الحديث رقم 315) وحديث: <من قطعني قطعه اللَّه> (انظر الحديث رقم 323) .

*2* 42 - باب بر أصدقاء الأب والأم والأقارب والزوجة وسائر من يندب إكرامه

341 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه> .

342 - وعن عبد اللَّه بن دينار عن عبد اللَّه بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد اللَّه بن عمر وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه. قال ابن دينار: فقلنا له: أصلحك اللَّه إنهم الأعراب وهم يرضون باليسير. فقال عبد اللَّه بن عمر: إن أبا هذا كان وداً لعمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وإني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <إن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه>

وفي رواية عن ابن دينار عن ابن عمر أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه إذا مل ركوب الراحلة، وعمامة يشد بها رأسه، فبينا هو يوماً على ذلك الحمار إذ مر به أعرابي فقال: ألست فلان بن فلان؟ قال: بلى. فأعطاه الحمار وقال اركب هذا، والعمامة وقال: اشدد بها رأسك. فقال له بعض أصحابه: غفر اللَّه لك! أعطيت هذا الأعرابي حماراً كنت تروح عليه، وعمامة كنت تشد بها رأسك: فقال: إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي> وإن أباه كان صديقاً لعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. روى هذه الروايات كلها مسلم.

343 - وعن أبي أسيد - بضم الهمزة وفتح السين - مالك بن ربيعة الساعدي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: بينا نحن جلوس عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رَسُول اللَّهِ هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال: <نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما> رواه أبو داود.

344 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ما غرت على خديجة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً ثم يبعثها في صدائق خديجة. فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة! فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية: وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن.

وفي رواية: كان إذا ذبح الشاة يقول: <أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة>

وفي رواية قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك، فقال: <اللهم هالة بنت خويلد> .

قولها: <فارتاح> هو بالحاء. وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي: <فارتاع> بالعين. ومعناه: اهتم به.

345 - وعن أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: خرجت مع جرير بن عبد اللَّه البجلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في سفر فكان يخدمني. فقلت له: لا تفعل. فقال: إني قد رأيت الأنصار تصنع برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم شيئاً آليت أن لا أصحب أحداً منهم إلا خدمته. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

*2* 43 - باب إكرام أهل بيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وبيان فضلهم

@قال اللَّه تعالى (الأحزاب 33): {إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيراً}.

وقال تعالى (الحج 32): {ومن يعظم شعائر اللَّه فإنها من تقوى القلوب}.

346 - وعن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهمُ. فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه؛ لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً. 
 
*حدثنا يا زيد ما سمعت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ووعظ وذكر ثم قال: <أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب اللَّه، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب اللَّه واستمسكوا به> فحث على كتاب اللَّه ورغب فيه. ثم قال: <وأهل بيتي، أذكركم اللَّه في أهل بيتي، أذكركم اللَّه في أهل بيتي> فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وفي رواية: <ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب اللَّه، هو حبل اللَّه، من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة> 

347 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ موقوفاً عليه أنه قال: ارقبوا محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في أهل بيته. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

معنى <ارقبوه> : راعوه واحترموه وأكرموه، والله أعلم.

*2* 44 - باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مجالسهم وإظهار مرتبتهم

@قال اللَّه تعالى (الزمر 9): {قل: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب}.

348 - وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللَّه، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سناً. ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه؛ ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وفي رواية له: <فأقدمهم سلماً> بدل <سناً> : أي إسلاماً.

وفي رواية <يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللَّه، وأقدمهم قراءة، فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سناً>

والمراد <بسلطانه> : محل ولايته، أو الموضع الذي يختص به.

و <تكرمته> بفتح التاء وكسر الراء: وهي ما ينفرد به من فراش وسرير ونحوهما.

349 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: <استووا، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم،

ثم الذين يلونهم> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ليلني> هو بتخفيف النون وليس قبلها ياء، وروي بتشديد النون مع ياء قبلها.

و <النهى> : العقول.

و <أولو الأحلام> : هم البالغون وقيل: أهل الحلم والفضل.

350 - وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم> ثلاثاً <وإياكم وهيشات الأسواق> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

351 - وعن أبي يحيى. وقيل: أبي محمد سهل بن أبي حثمة - بفتح الحاء المهملة وإسكان الثاء المثلثة - الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: انطلق عبد اللَّه بن سهل ومحيصة بن مسعود إلى خيبر وهي يومئذ صلح فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبد اللَّه بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلاً، فدفنه ثم قدم المدينة، فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال: <كبر كبر> وهو أحدث القوم فسكت فتكلما. فقال: <أتحلفون وتستحقون قاتلكم؟> وذكر تمام الحديث. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <كبر كبر> معناه: يتكلم الأكبر.

352 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد (يعني في القبر) ثم يقول: <أيهما أكثر أخذاً للقرآن؟> فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

353 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهماُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <أراني في المنام أتسوك بسواك فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر. فناولت السواك الأصغر فقيل لي كبر. فدفعته إلى الأكبر منهما> رَوَاهُ مُسْلِمٌ مسنداً والبخاري تعليقاً.

354 - وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم <إن من إجلال اللَّه تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط> حديث حسن رواه أبو داود.

355 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا> حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح.

وفي رواية أبي داود: <حق كبيرنا> .

356 - وعن ميمون بن أبي شبيب رَحِمهُ اللَّه أن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها مر بها سائل فأعطته كسرة، ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل، فقيل لها في ذلك فقالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أنزلوا الناس منازلهم> رواه أبو داود. لكن قال: ميمون لم يدرك عائشة. وقد ذكره مسلم في أول صحيحه تعليقاً فقال: وذكر عن عائشة قالت: <أمرنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن ننزل الناس منازلهم> وذكره الحاكم أبو عبد اللَّه في كتابه (معرفة علوم الحديث) وقال هو حديث صحيح.

357 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحر ابن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولاً كانوا أو شباناً. فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه، فاستأذن له فأذن له عمر. فلما دخل قال: هي يا ابن الخطاب! فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل! فغضب عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حتى هم أن يوقع به. فقال له الحر: يا أمير المؤمنين إن اللَّه تعالى قال لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين} (الأعراف 199) وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافاً عند كتاب اللَّه تعالى. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

358 - وعن أبي سعيد سمرة بن جندب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: لقد كنت على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم غلاماً فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن ههنا رجالاً هم أسن مني. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

359 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض اللَّه له من يكرمه عند سنه> رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وقال حديث غريب.

*2* 45 - باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة

@قال اللَّه تعالى (الكهف 60 - 66): {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً} إلى قوله تعالى {قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً؟}.

وقال تعالى (الكهف 28): {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}.

360 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال أبو بكر لعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يزورها. فلما انتهيا إليها بكت. فقالا لها: ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند اللَّه خير لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ فقالت: إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند اللَّه تعالى خير لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء. فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

361 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد اللَّه تعالى على مدرجته ملكاً. فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في اللَّه تعالى. قال: فإني رَسُول اللَّهِ إليك بأن اللَّه قد أحبك كما أحببته فيه. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

يقال: أرصده لكذا إذا وكله بحفظه.

و <المدرجة> بفتح الميم والراء: الطريق.

ومعنى <تربها> : تقوم بها وتسعى في صلاحها.

362 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من عاد مريضاً أو زار أخاً له في اللَّه ناداه مناد: بأن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً> رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ. وفي بعض النسخ غريب.

363 - وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

<يحذيك> : يعطيك.

364 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ومعنى ذلك: أن الناس يقصدون في العادة من المرأة هذه الخصال الأربع فاحرص أنت على ذات الدين واظفر بها واحرص على صحبتها.

365 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لجبريل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟> فنزلت: {وما نتنزل إلا بأمر ربك، له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك} (مريم 64) . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

366 - وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي> رواه أبو داود والترمذي بإسناد لا بأس به.

367 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل> رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح وقال الترمذي حديث حسن.

368 - وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <المرء مع من أحب> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية: قال قيل للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال: <المرء مع من أحب> .

369 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن أعرابياً قال لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: متى الساعة؟ قال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <ما أعددت لها؟> قال: حب اللَّه ورسوله. قال: <أنت مع من أحببت> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وهذا لفظ مسلم.

وفي رواية لهما: ما أعددت لها من كثير صوم ولا صلاة ولا صدقة ولكني أحب اللَّه ورسوله.

370 - وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال جاء رجل إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: يا رَسُول اللَّهِ كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <المرء مع من أحب> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

371 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وروى البخاري قوله: <الأرواح> إلى آخره من رواية عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها.

372 - وعن أسير بن عمرو. ويقال ابن جابر - وهو بضم الهمزة وفتح السين المهملة - قال: كان عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم. قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على اللَّه لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل> فاستغفر لي. فاستغفر له. فقال له عمر: أين تريد؟ قال الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي. فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس فقال: تركته رث البيت قليل المتاع. قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على اللَّه لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل> فأتى أويساً فقال استغفر لي. قال: أنت أحدث عهداً بسفر صالح فاستغفر لي. قال: لقيت عمر؟ قال: نعم. فاستغفر له. ففطن له الناس فانطلق على وجهه. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وفي رواية لمسلم أيضاً عن أسير بن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس فقال عمر: هل ههنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل. فقال عمر إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد قال: <إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له قد كان به بياض فدعا اللَّه تعالى فأذهبه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم>

وفي رواية له عن عمر قال إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم> .

قوله: <غبراء الناس> بفتح الغين المعجمة، وإسكان الباء وبالمد، وهم: فقراؤهم وصعاليكهم ومن لا تعرف عينه من أخلاطهم.

و <الأمداد> جمع مدد وهم: الأعوان والناصرون الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد.

373 - وعن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: استأذنت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في العمرة فأذن لي وقال: <لا تنسنا يا أخي من دعائك> فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا.

وفي رواية: قال <أشركنا يا أخي في دعائك> حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح.

374 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يزور قباء راكباً وماشياً فيصلي فيه ركعتين. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يأتي مسجد قباء كل سبت راكباً وماشياً، وكان ابن عمر يفعله.